القبائل القيسية العيلانية من مضر
قال البلاذري في أنساب الأشراف :نسب قيس
ولد الناس بن مضر: قيس بن الناس. ودهمان بن الناس، وهم أهل بيت في قيس، وأمهما الشقيقة بنت الغافق بن الشاهد بن عك. وحضن عيلانوهو عبد كان لمضر على الناس فسمي الناس به، فقيل قيس عيلان وإنما هو قيس بن الناس، ويقال بل حضن عيلان
فولد قيس بن عيلان: سعد بن قيس. وخصفة بن قيس. وعمرو بن قيس، وأمهم عمرة بنت الياس بن مضر.
وولد سعد بن قيس: غطفان بن سعد. ومنبه بن سعد وهو أعصر وإنما عصره بيت قاله وهو:
قالت عميرة ما لرأسك بعدما ... نفد الشباب أتى بلون منكر
أعمير إن أباك غيّر لونه ... مرّ الليالي واصّلاف الأعصر
قال ابن الكلبي: وأعصر يسمى دخاناً: فيقال لغني وباهلة: ابنا دخان.
ولد غطفان: ريث بن غطفان. وعبد الله بن غطفان، وهو عبد العزى.
قال ابن الكلبي: وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن بنو عبد العزى. قال: بل أنتم بنو عبد الله. وأمهم أسيلة بنت عكابة بن مصعب بن علي بن بكر بن وائل.
فولد ريث بن غطفان: بغيض بن ريث. وأشجع بن ريث. وحرب بن ريث. وأهون بن ريث، ويقال لبقيتهم بنو مالك بن أمة بن أهون وهم مع بني ثعلبة بن سعد بن قيس.
ومنهم: محمد بن جبلة بن أهبان، كان من أشراف أهل الشام. ومازن بن ريث وهم مع بني شمخ بن فزارة، وأمهم ريطة بنت لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
فولد بغيض: ذبيان بن بغيض. وأنمار بن بغيض. وعامر بن بغيض، وأمهم المفداة بنت ثعلبة بن عكابة. وعبس بن بغيض وأمه ضحام - وهي الخشناء - بنت وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وهي أم ضبة بن أد، وأم الحارث بن كعب.
فولد ذبيان: سعد بن ذبيان. وفزارة بن ذبيان: واسم فزارة عمرو، فضربه أخ له ففزره فسمي فزارة، والفزر شبيه بالحدبة في الصدر والظهر. وهاربة بن ذبيان بطن مع بني ثعلبة بن سعد ولهم يقول بشر بن أبي خازم الأسدي:
ولم نغضب لمرّة إذ تولوا ... فساروا سير هاربة فغاروا
وذلك لحرب كانت بينهم، فرحلوا عن غطفان فنزلوا في بني ثعلبة بن سعد فعدادهم فيهم.
وقال هشام ابن الكلبي: وهم قليل ولم أر هاربياً قط وفيهم يقول حصين بن الحمام:
وهاربة البقعاء أصبح جمعهم ... أمام جموع الناس طرّاً مقدّما
قا ل السمعاني ( القيسي )جماعة من القيسيين ينسبون إلى قيس عيلان
قال أبو حاتم الشريف :ومنهم من ينتسب إلى قيس بن ثعلبة الربعي النزاري وهو الأغلب والقيسية من مضر ينتسبون في الغالب إلى قبائل
قال ابن خلكان : العيلاني بفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعد اللام ألف نون هذه النسبة إلى قيس عيلان وقيل قيس بنعيلان بن مضر بن نزار بن عدنان فمن قال إنه قيس عيلان فقد اختلفوا فيعيلان
1) هو اسم فرس كان له فأضيف إليه
2) وقيل اسم كلب كان له
3) وقيل اسم رجل كان قد حضنه صغيرا وإنما أضيف إلى عيلان لأنه كان في عصره شخص يقال له قيس كبة بضم الكاف وتشديد الباء الموحدة وهو اسم فرس كانت له أيضا فكان كل واحد منهما يضاف إلى ما له ليتميز عن الآخر والله أعلم وقد قيل إن قيس عيلان
قال أبو عمر: لا أعلم خلافا في أن قيس بن عيلان
1) عمرو بن قيس
2) وسعد بن قيس
3) وخصفة بن قيس أمهم عاتكة بنت قضاعة
إلا أن ابن الكلبي قال في موضع خصفة بن قيس وعكرمة بن قيس
وقال خصفة أم عكرمة غلب اسمها على بنيها فنسبوا إليها فقالوا عكرمة بن خصفة كما قيل في خندف وهي امرأة على ما تقدم من ذكرنا لها
وقد قيل إن قيس بن عيلان ولد أربعة رجال خصفة وسعد وعمرا وبرا
فجعل قائل هذا القول بر بن قيس ولد في طوائف من البربر
المبحث العاشر :أشهر القبائل القيسية المضرية
1) عدوان بن عمرو بن قيس ومنهم أبو سيارة العدواني كان أول من سن الدية مائة من الإبل وهو الذي كان يفيض بالناس من المزدلفة
ومن التابعين (يحيى بن يعمر العدواني )القارئ المشهور
2) وفهم بن عمرو ابن قيس ومن مواليهم المحدث الليث بن سعد الفهمي إمام أهل مصر في الفقه والحديث
3) ومحارب بن خصفة بن قيس
4) وباهلة بن اعصر بن سعد بن قيس ومن باهلة أبي أمامة الباهلى الصدى بن عجلان رضي الله عنه
قال ا بن سعد في الطبقة الرابعة من باهلة بنت صعب ( 2 ) بن سعد العشيرة من مذحج بها يعرفون أبو أمامة الباهلي واسمه صدي بن عجلان
وكانت العرب تستنكف من الانتساب إلى هذه القبيلة حتى قال الشاعر:
وما ينفع الأصل من هاشم ... إذا كانت النفس من باهله
وقال الآخر:
ولو قيل للكلب يا باهلي ... عوى الكلب من لؤم هذا النسب
وقيل لأبي عبيدة: يقال إن الأصمعي دعي في نسبه إلى باهلة، فقال: هذا ما يمكن، فقيل: ولم فقال: لأن الناس إذا كانوا من باهلة تبرأوا منها، فكيف يجيء من ليس منها وينتسب إليها
ورأيت في بعض المجاميع أن الأشعث ابن قيس الكندي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتتكافأ دماؤنا فقال: نعم، ولو قتلت رجلا من باهلة لقتلتك به.
وقال قتيبة بن مسلم المذكور لهبيرة بن مسروح: أي رجل أنت لو كان أخوالك من غير سلول فلو بادلت بهم، فقال: أصلح الله الأمير، بادل بهم من شئت من العرب وجنبني باهلة.
ويحكى أن أعرابيا لقي شخصا في الطريق فسأله: ممن أنت فقال: من باهلة، فرثى له الأعرابي، فقال ذلك الشخص: وأزيدك أني لست من صميمهم، ولكن من مواليهم، فأقبل الأعرابي عليه يقبل يديه ورجليه، فقال له: ولم ذاك فقال: لأن الله تبارك وتعالى ما ابتلاك بهذه الرزية في الدنيا إلا ويعوضك الجنة في الآخرة. وقيل لبعضهم: أيسرك أن تدخل الجنة وأنت .وفيات الأعيان
5) وفزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس
ومن فزارة المحدث المشهور أبو إسحاق الفزاري
6) مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان إليها ينسب كل مري
قال أبوحاتم الشريف :ومن مواليهم المحدث المشهور يحيى بن معين المري ت233
7) وعامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنهم زينب بنت خزيمة وهي أم المساكين رضي الله عنها زوجة رسول الله وهي من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة
8) ومازن بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس
9) وسلول بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان
10) وثقيف وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن وثقيف ينسب إلى إياد بن نزار والخلاف في نسب ثقيف يطول وسيأتينا بعض الأحاديث في ذلك
11) وكلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
12) وعقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
13) وقشير بن كعب بن ربيعة ومنهم الإمام مسلم بن الحجاج القشيري صاحب صحيح الإمام مسلم
14) والحريش بن كعب بن ربيعة ابن عامر
15) وعوف بن عامر بن ربيعة بن عامر
16) والبكاء بن عامر بن ربيعة
وكانت الرئاسة والحكومة في قيس وانتقلت في عدوان وكان أول من حكم منهم ورأس عامر بن الظرب ثم صارت في فزارة ثم صارت في عبس ثم صارت في بني عامر بن صعصعة ولم تزل فيهم
وكانت لقيس أيام مشهورة وحروب متصلة منها يوم البيداء ويوم شعب جبلة ويوم الهباءة ويوم الرقم ويوم فيف الريح ويوم الملبط ويوم رحرحان ويوم العرى ويوم حرب داحس والغبراء بين عبس وفزارة
والبيت من قيس عيلان
وسيأتينا بعض مشاهير قيس من الصحابة والتابعين
معاني بعض الأسماء القيسية :
اشتقاق باهلة من قولهم: أبهلت الناقةَ، إذا حَلَلْتَ صِرارَها، والناقة باهر، والقوم مُبْهِلون.
وهَوازِنُ: جمع هَوْزن، وهو ضربٌ من الطّير. وقد سمَّت العرب هَوْزناً. فولد هَوازِنُ بَكْرَ بن هَوازِن، فمنهم بنو سعد بن بكر بن هَوازِن، استُرضِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيهم، فجاءته بنتُ حليمةَ، أختُه من الرضاعة، يومَ حُنَينٍ فَطَرح لها صَنِفَةَ ردائه، وأعتَقَ لها سَبْيَ قومِها أجمعين.
ومن بني سعد بن بكر: قُطْبة، وكان شريفاً من قُوَّادِ أهل الشام.
وأمَّا معاوية بن بكر فولد: جُشَمَ، ونصراً، وصعصعةَ، والسَّبَاق، وجَحْشاً وجَحَّاشاً، وعوفاً، ودُحُنَّة، ودُحَيْنَة، وقد انقرض هؤلاء.
واشتقاق مُعاوِية من قولهم: عوت الكلبةُ فعاوَت الكلابَ فهي معاويةٌ، إذا عَوَوْا معها.
وأمّا بنو نصر بن معاوية فمنهم دُهمان وبنو إنسانٍ.
ومن رجالهم: مالك بن عوف، كان على هوازنَ يوم حُنَين، فأسلم فأعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مائةً من الإبل مع المؤلَّفة قلوبهم.
ومنهم أهلُ بيتٍ بالبَصرة يعُرفون ببني غَلاَبٍ، وغَلاَبٍ: جدّةٌ لهم من مُحارب بن خَصَفة. وغَلاَبٍ: فَعَالِ من الغَلَب، معدول مثل حَذَامِ وقَطامِ.
رجال بني عامر بن صعصعة
ولد عامرٌ: كلاباً، وربيعةَ، وهلالاً، ونُمَيراً، وسَوَاءة.
وسُوَاءة: فُعالة من قولهم: سُؤته أسوءه مَساءةً.
وأمَّا هلالُ بن عامرٍ فولدَ: نَهِيكاً وعبدَ منافٍ، وربيعة. وقد مرَّت هذه الأسماء.
ومن رجالهم: قَبِيصة بن المُخارِق، وفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم، وله صُحبة ومُخارَقٌ مُفاعل إمّا مِن خرقت الشَّيءَ أخرِقُه خرقاً، أو خَرقت به أخَرقُ خَرَقاً. والخَرْق: الفلاةُ الواسعة تَنخرِق في مِثْلها. والخِرْقُ: الرجل الكريم الذي يتخرَّق في الخَيْرات. والمرأةُ الخرقاءُ: ضدُّ الصَّنَاع. ورجلٌ أخرقُ إذا كان مضعوفاً. وخَرِق الرجُل يَخْرَق خَرَقاً. إذا تحيَّر فلم يَنطِقْ، من فزعٍ أو نحوه. والخُرَّق: ضربٌ من الطَّير.
ومن رجالهم: قَطَن بن قَبِيصة. وقَطَن: جبل معروف. ويقل: قَطَن الرجلُ بالمكان، إذا أقامَ به، وقَطِين الرَّجل: حَشَمه. والقَطِنة في الإنسان والدابّة: لحمٌ بين الورِكَين من باطن.
من رجالهم: مِسعَر بن كِدَام، كان من فقهاء أهل الكُوفة ورجالهِم وله بها عَقِبٌ.
من رجال بني جعفر بن كلاب: عامر بن مالكٍ ملاعبُ الأسِنّة، وابن أخيه عامر بن الطُّفيل فارسٌ غيرُ مدافَع، وربيعة أبو كبيرٍ، وهم بيتُ هوازنَ غيرُ مدافَعِين. وربيعةُ هو أبو لبيدٍ الشاعر.
.
ومنهم: ذو الجَوْشنِ، أبو شَمرِ بن ذي الجَوْشن. لَعَنَ الله شَمِراً! كان من أشدِّ الناس على الحسين بن عليِّ رضوان الله عليهما. وشَمِرٌ فَعِلٌ إمَّا من التَّشمير في الأمر والجِدّ فيه، أو من تشمير الثَّوب.
واشتقا ق (قُشَير) من شيئين: إمَّا تصغير أقشَر، وهو الشديد الشُّقرة حتَّى ينقشر وجهُه؛ أو تصغير قِشْر. ومثلٌ من أمثالهم: " أشأم مِن قاشِر " وهو فحلٌ من الإبل أُرسِلَ في إبلٍ فماتت، فضُرِب به المثل.
ثقيف
واسمه قَسِيُّ بن منبِّه. وقَسِيٌّ: فعيل من القَسْوة، وذلك أنَّه قَتل رجلاً فقيل قَسَا عليه، وكان غليظاً قاسياً. وثقَيف: فَعِيل من قولهم: ثقِفْت الشَّيءَ أثقَفُه ثَقْفاً، إذا حَذَقْتَه وأحكمتَه. وكلُّ شيءٍ قوَّمتَه فقد ثقَّفته. ومنه تثقيف الرُّمح.
وبنو سليم بن منصور
فمن قبايل بني سُلَيم: بنو ذَكْوان وبنو بُهْثة، وبنو سَمَّال وبنو بَهْز، وبنو مَطرود وبنو الشَّريد، وبنو قُنفُذ وبنو عُصَيَّة وبنو ظَفَر.
واشتقاق بُهْثة من قولهم: فلانٌ لِبُهْثة، كأنه لزِنْيةٍ وما أشبهها. وكأنَّ البُهْثةَ سِفَاح. وقال بعضُهم: البُهْثة من قولهم: تبهَّثَ في وجهِه، إذا أظهرَ له بِشْراً.
غطفَان
ولدَ ريْثاً، وَبغِيضاً، وأشجع.
واشتقاق رَيْث من البُطء. راثَ يَرِيث رَيْثاً، وهو رائث.
وأشجَعُ اشتقاقه من الشَّجَع، وهو الطُّول؛ رجلٌ أشجَعُ وامرأةٌ شَجْعاء، والاسم الشَّجَع. ورجلٌ شُجاعٌ من الشَّجاعة.
فولد ذُبيانُ بن بَغيضٍ: عَبْساً، وأنماراً.
فأمَّا ذُبِيان ففُعلانُ أو فِعلانُ من قولهم: ذَبَى الشيءُ يَذْبِي ذَبْياً، إذا لانَ واسترخى. ويقال للغُصنِ إذا ذبل: ذَبَي، مثل ذوي. وذِبيانَ يكسر ويضمّ، وسُفْيان وِسِفْيان.
واشتقاق عَبْس من قولهم: عبسَ الرجلُ يَعبِس عُبوساً وعَبْساً فهو عابس. ومنه اشتقاق عَبّاس.
وأنمار من التنمُّر، وهي زعارَّةُ الخُلق وشراستُه.
ومنهم: بنو عبد الله بن غَطَفان، وكان منهم: بنو جَوْشَن، كان لهم عددٌ بالبَصرة، وقد انقرضًوا. والجَوْشَنُ: الصَّدر، وبه سمِّي جَوْشَنُ الحديد.
ومن بني عبد الله هؤلاء: طُفَيل العرائس الذي يُنسَب إليه الطُّفيليُّون، من أهل الكوفة.
ومن أشجَعَ: بنو دُهْمان، منهم: نُعَيم بن مسعود، وكان من أنمِّ الناس، فألقى النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليه أنَّه يريد أن يشخَص للِقتال، فأفشَى السِّرّ.
ولأشجَعَ حِلْفٌ في بني هاشم.
من بني عبس: ربعيّ بن حِرَاش، كوفيٌّ تكلَّم بعد مَوته.
ومن بني عَبسٍ: الحُطْيئة، مهموز وغير مهموز، واسمه جَرْول، وكان خبيثَ اللِّسان هجَّاءً، وَكان يدَّعى إذا غضِب على بني عَبْسٍ أنّه ابن عمرٍو بن علقمة، رجلٌ من بني الحارث بن سَدُوس، ينزلون القُرَيَّة باليمامة، أتاهم يطلُب ميراثَه من أبيه فمنعوه، فرجَع إلى عَبْس. ولقِّب الحطيئةَ لقُربه من الأرض وقِصَره، تشبيهاً بالقملة الصَّغيرة، يقال لها حَطْأةٍ. وقال قومٌ: بل اشتقاق الحُطيئة من قولهم: حطأته بيدي أحطؤه حَطْئاً، إذا ضربتَه بيدك.
.
ومن بني عَبْس: عَنترةُ بن شَدّاد، كان من فُرسان العرب وشعرائهم، قتلته طيِّئٌ فيما تزعم العرب وعامةُ العلماء. وكان أبو عبيدة يُنِكر ذلك ويقول: ماتَ بَرْداً، وكان قد أسنَّ. واشتقاق عنترة مّا من ضربِ من الذُّباب يقال له العَنْتَر والعُنْتُر. وإن كانت النون فيه زائدةً فهو من العَتْر، والعَتْر: الذَّبح. وفي الحديث: إنَّ على كلِّ مسلم في كلِّ عامٍ عَتيرةً وهي شاةٌ كانت تُذبَح في المحرَّم، فنَسخَ ذلك الأضحى. والعَتْر: الذَّبح بعينه. والعِتْر: الذَّبِيح. قال الشاعر:
كما تُعتَر عن حَجْرةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ
وكانت حربُ بني ذُبيان وبني عَبْسٍ أربعينَ سنة، فقيل لهم: أيَّ الخَيل وجدتم أفضل؟ فقالوا: الكُمْت المَرَابيع. قيل: فأيَّ الإبلِ وجدتم أَفضَل؟ قالوا: كلَّ حَمراءَ جَعْدة. قيل: فأيَّ النِّساء وجدتم أفضل؟ قالوا: بناتِ العم. قيل: فأيَّ العبيدِ وجدتم أفضل؟ قالوا: المولَّدين.
وأمَّا ذُبِيان فولدَ فزارةَ، وسعدَا. وولد فزارةُ عدِيّاً، وظالماً، ومازناً. وشَمْخاً. وقد بادَ بنو ظالمٍ إلاَّ قليلاً، كان منهم نَعامةُ الذي يُتَمثَّل به في إدراك الثَّأر، وله حديث. وكان فيه خَدبٌ، أي هَوَج. وله أمثالٌ كثيرة منها: " حبَّذَا التُراثُ لولا الذِّلَّة " وهو الذي يقول:
الْبَسْ لكلِّ عِيشةٍ لَبوسَها ... إمَّا نعيمَها وإمّا بُوسهَا
واشتقاق شَمْخ من الشَيء الشامخ المرتفع. شَمَخَ يشمخ شَمْخاً فهو شامخ. وقد سمَّت العرب شَمّاخاً، وشَمْخا.
فمن بني شَمْخٍ: المسيِّب بن نَجبَة، كان أحدَ أمراءِ التوَّابين الذين خرجوا يومَ عين وَرْدة فقتل يومئذٍ. ولهم حديث. ونَجَبة اشتقاقُه من النَّجَب، وهو لِحاء الشَّجر. نَجَبت الشَّجرَ أنجُبها نَجْباً، إذا قَشرت لحاءها. والنَّجَب: القِشْر بعينه.
ومنهم: سيَّار بن عمرٍو، الذي رهن قوسَه بألفِ بعيرٍ وضَمِنَها لملكٍ من ملوك اليمن. وذلك أنَّ بني الحارث بن مُرّة قتلوا ابناً لعمرو بن هند، فرهنَه سيّارٌ قوسَه.
ومن رجالهم: منظور بن زَبَّان( الفزاري)، وكان من أشرافهم، تزوَّج بَناتِه الحسنُ ابن علي، ومحمَّد بن طَلحة، وعبد الله بن الزُّبير، والمُنذِر بن الزُّبير.
ومنهم: حذيفةُ بن بدرٍ وإخوته، وهم بيتُ غَطَفان غير مدافَعين.
فولَد حذيفةُ: حِصناً، وهو أبو عُيَينة بن حِصن. وأدرك عيينةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأسلمَ ثم ارتدَّ، وأسلَمَ بعد ذلك على يد أبي بكر رضي الله عنه.
وعُيَينة: تصغير عَيْن. وكان عُيينة يحمَّق، وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الأحمق المطاعُ في قومه " . وسمع عيينةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: " غِفارٌ وأسلمُ ومُزَينة وجُهَينة خيرٌ من الحليفين أسدٍ وغَطَفان " ، فقال: واللهِ لأَنْ أكونَ في النّار مع هؤلاء أحبُّ إليَّ من أن أكون في الجنّة من أولئك!.
رائعة المدونة جدا .. وانا ابحث عن القيسية مدونة ممتازة ارجو اثراءنا بالمعرفة اكثر عن القيسية
ردحذف