الأحد، 18 ديسمبر 2016

مواقف وماقاله الرسول عن بعض قبائل قيس عيلان

القبائل القيسية العيلانية من مضر 
قال البلاذري في أنساب الأشراف :نسب قيس
ولد الناس بن مضر: قيس بن الناس. ودهمان بن الناس، وهم أهل بيت في قيس، وأمهما الشقيقة بنت الغافق بن الشاهد بن عك. وحضن عيلانوهو عبد كان لمضر على الناس فسمي الناس به، فقيل قيس عيلان وإنما هو قيس بن الناس، ويقال بل حضن عيلان 
فولد قيس بن عيلان: سعد بن قيس. وخصفة بن قيس. وعمرو بن قيس، وأمهم عمرة بنت الياس بن مضر.
وولد سعد بن قيس: غطفان بن سعد. ومنبه بن سعد وهو أعصر وإنما عصره بيت قاله وهو:
قالت عميرة ما لرأسك بعدما ... نفد الشباب أتى بلون منكر
أعمير إن أباك غيّر لونه ... مرّ الليالي واصّلاف الأعصر
قال ابن الكلبي: وأعصر يسمى دخاناً: فيقال لغني وباهلة: ابنا دخان.
ولد غطفان: ريث بن غطفان. وعبد الله بن غطفان، وهو عبد العزى.
قال ابن الكلبي: وفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أنتم؟ قالوا: نحن بنو عبد العزى. قال: بل أنتم بنو عبد الله. وأمهم أسيلة بنت عكابة بن مصعب بن علي بن بكر بن وائل.
فولد ريث بن غطفان: بغيض بن ريث. وأشجع بن ريث. وحرب بن ريث. وأهون بن ريث، ويقال لبقيتهم بنو مالك بن أمة بن أهون وهم مع بني ثعلبة بن سعد بن قيس.
ومنهم: محمد بن جبلة بن أهبان، كان من أشراف أهل الشام. ومازن بن ريث وهم مع بني شمخ بن فزارة، وأمهم ريطة بنت لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
فولد بغيض: ذبيان بن بغيض. وأنمار بن بغيض. وعامر بن بغيض، وأمهم المفداة بنت ثعلبة بن عكابة. وعبس بن بغيض وأمه ضحام - وهي الخشناء - بنت وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وهي أم ضبة بن أد، وأم الحارث بن كعب.
فولد ذبيان: سعد بن ذبيان. وفزارة بن ذبيان: واسم فزارة عمرو، فضربه أخ له ففزره فسمي فزارة، والفزر شبيه بالحدبة في الصدر والظهر. وهاربة بن ذبيان بطن مع بني ثعلبة بن سعد ولهم يقول بشر بن أبي خازم الأسدي:
ولم نغضب لمرّة إذ تولوا ... فساروا سير هاربة فغاروا
وذلك لحرب كانت بينهم، فرحلوا عن غطفان فنزلوا في بني ثعلبة بن سعد فعدادهم فيهم.
وقال هشام ابن الكلبي: وهم قليل ولم أر هاربياً قط وفيهم يقول حصين بن الحمام:
وهاربة البقعاء أصبح جمعهم ... أمام جموع الناس طرّاً مقدّما

قا ل السمعاني ( القيسي )جماعة من القيسيين ينسبون إلى قيس عيلان
قال أبو حاتم الشريف :ومنهم من ينتسب إلى قيس بن ثعلبة الربعي النزاري وهو الأغلب والقيسية من مضر ينتسبون في الغالب إلى قبائل

قال ابن خلكان : العيلاني بفتح العين المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعد اللام ألف نون هذه النسبة إلى قيس عيلان وقيل قيس بنعيلان بن مضر بن نزار بن عدنان فمن قال إنه قيس عيلان فقد اختلفوا فيعيلان 
1) هو اسم فرس كان له فأضيف إليه
2) وقيل اسم كلب كان له
3) وقيل اسم رجل كان قد حضنه صغيرا وإنما أضيف إلى عيلان لأنه كان في عصره شخص يقال له قيس كبة بضم الكاف وتشديد الباء الموحدة وهو اسم فرس كانت له أيضا فكان كل واحد منهما يضاف إلى ما له ليتميز عن الآخر والله أعلم وقد قيل إن قيس عيلان 

قال أبو عمر: لا أعلم خلافا في أن قيس بن عيلان 
1) عمرو بن قيس 
2) وسعد بن قيس
3) وخصفة بن قيس أمهم عاتكة بنت قضاعة 
إلا أن ابن الكلبي قال في موضع خصفة بن قيس وعكرمة بن قيس 
وقال خصفة أم عكرمة غلب اسمها على بنيها فنسبوا إليها فقالوا عكرمة بن خصفة كما قيل في خندف وهي امرأة على ما تقدم من ذكرنا لها 
وقد قيل إن قيس بن عيلان ولد أربعة رجال خصفة وسعد وعمرا وبرا 
فجعل قائل هذا القول بر بن قيس ولد في طوائف من البربر

المبحث العاشر :أشهر القبائل القيسية المضرية

1) عدوان بن عمرو بن قيس ومنهم أبو سيارة العدواني كان أول من سن الدية مائة من الإبل وهو الذي كان يفيض بالناس من المزدلفة
ومن التابعين (يحيى بن يعمر العدواني )القارئ المشهور 
2) وفهم بن عمرو ابن قيس ومن مواليهم المحدث الليث بن سعد الفهمي إمام أهل مصر في الفقه والحديث
3) ومحارب بن خصفة بن قيس 
4) وباهلة بن اعصر بن سعد بن قيس ومن باهلة أبي أمامة الباهلى الصدى بن عجلان رضي الله عنه 
قال ا بن سعد في الطبقة الرابعة من باهلة بنت صعب ( 2 ) بن سعد العشيرة من مذحج بها يعرفون أبو أمامة الباهلي واسمه صدي بن عجلان

وكانت العرب تستنكف من الانتساب إلى هذه القبيلة حتى قال الشاعر:
وما ينفع الأصل من هاشم ... إذا كانت النفس من باهله
وقال الآخر:
ولو قيل للكلب يا باهلي ... عوى الكلب من لؤم هذا النسب
وقيل لأبي عبيدة: يقال إن الأصمعي دعي في نسبه إلى باهلة، فقال: هذا ما يمكن، فقيل: ولم فقال: لأن الناس إذا كانوا من باهلة تبرأوا منها، فكيف يجيء من ليس منها وينتسب إليها 
ورأيت في بعض المجاميع أن الأشعث ابن قيس الكندي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتتكافأ دماؤنا فقال: نعم، ولو قتلت رجلا من باهلة لقتلتك به. 
وقال قتيبة بن مسلم المذكور لهبيرة بن مسروح: أي رجل أنت لو كان أخوالك من غير سلول فلو بادلت بهم، فقال: أصلح الله الأمير، بادل بهم من شئت من العرب وجنبني باهلة. 
ويحكى أن أعرابيا لقي شخصا في الطريق فسأله: ممن أنت فقال: من باهلة، فرثى له الأعرابي، فقال ذلك الشخص: وأزيدك أني لست من صميمهم، ولكن من مواليهم، فأقبل الأعرابي عليه يقبل يديه ورجليه، فقال له: ولم ذاك فقال: لأن الله تبارك وتعالى ما ابتلاك بهذه الرزية في الدنيا إلا ويعوضك الجنة في الآخرة. وقيل لبعضهم: أيسرك أن تدخل الجنة وأنت .وفيات الأعيان


5) وفزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس 
ومن فزارة المحدث المشهور أبو إسحاق الفزاري 
6) مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان إليها ينسب كل مري 
قال أبوحاتم الشريف :ومن مواليهم المحدث المشهور يحيى بن معين المري ت233 
7) وعامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس ومنهم زينب بنت خزيمة وهي أم المساكين رضي الله عنها زوجة رسول الله وهي من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة
8) ومازن بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس 
9) وسلول بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان 
10) وثقيف وهو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن وثقيف ينسب إلى إياد بن نزار والخلاف في نسب ثقيف يطول وسيأتينا بعض الأحاديث في ذلك 
11) وكلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة 
12) وعقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة 
13) وقشير بن كعب بن ربيعة ومنهم الإمام مسلم بن الحجاج القشيري صاحب صحيح الإمام مسلم
14) والحريش بن كعب بن ربيعة ابن عامر
15) وعوف بن عامر بن ربيعة بن عامر 
16) والبكاء بن عامر بن ربيعة 
وكانت الرئاسة والحكومة في قيس وانتقلت في عدوان وكان أول من حكم منهم ورأس عامر بن الظرب ثم صارت في فزارة ثم صارت في عبس ثم صارت في بني عامر بن صعصعة ولم تزل فيهم 
وكانت لقيس أيام مشهورة وحروب متصلة منها يوم البيداء ويوم شعب جبلة ويوم الهباءة ويوم الرقم ويوم فيف الريح ويوم الملبط ويوم رحرحان ويوم العرى ويوم حرب داحس والغبراء بين عبس وفزارة 
والبيت من قيس عيلان 

وسيأتينا بعض مشاهير قيس من الصحابة والتابعين

معاني بعض الأسماء القيسية :
اشتقاق باهلة من قولهم: أبهلت الناقةَ، إذا حَلَلْتَ صِرارَها، والناقة باهر، والقوم مُبْهِلون. 
وهَوازِنُ: جمع هَوْزن، وهو ضربٌ من الطّير. وقد سمَّت العرب هَوْزناً. فولد هَوازِنُ بَكْرَ بن هَوازِن، فمنهم بنو سعد بن بكر بن هَوازِن، استُرضِعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيهم، فجاءته بنتُ حليمةَ، أختُه من الرضاعة، يومَ حُنَينٍ فَطَرح لها صَنِفَةَ ردائه، وأعتَقَ لها سَبْيَ قومِها أجمعين.
ومن بني سعد بن بكر: قُطْبة، وكان شريفاً من قُوَّادِ أهل الشام.
وأمَّا معاوية بن بكر فولد: جُشَمَ، ونصراً، وصعصعةَ، والسَّبَاق، وجَحْشاً وجَحَّاشاً، وعوفاً، ودُحُنَّة، ودُحَيْنَة، وقد انقرض هؤلاء.
واشتقاق مُعاوِية من قولهم: عوت الكلبةُ فعاوَت الكلابَ فهي معاويةٌ، إذا عَوَوْا معها. 
وأمّا بنو نصر بن معاوية فمنهم دُهمان وبنو إنسانٍ.
ومن رجالهم: مالك بن عوف، كان على هوازنَ يوم حُنَين، فأسلم فأعطاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم مائةً من الإبل مع المؤلَّفة قلوبهم.
ومنهم أهلُ بيتٍ بالبَصرة يعُرفون ببني غَلاَبٍ، وغَلاَبٍ: جدّةٌ لهم من مُحارب بن خَصَفة. وغَلاَبٍ: فَعَالِ من الغَلَب، معدول مثل حَذَامِ وقَطامِ.
رجال بني عامر بن صعصعة
ولد عامرٌ: كلاباً، وربيعةَ، وهلالاً، ونُمَيراً، وسَوَاءة.
وسُوَاءة: فُعالة من قولهم: سُؤته أسوءه مَساءةً.
وأمَّا هلالُ بن عامرٍ فولدَ: نَهِيكاً وعبدَ منافٍ، وربيعة. وقد مرَّت هذه الأسماء.
ومن رجالهم: قَبِيصة بن المُخارِق، وفَدَ على النبي صلى الله عليه وسلم، وله صُحبة ومُخارَقٌ مُفاعل إمّا مِن خرقت الشَّيءَ أخرِقُه خرقاً، أو خَرقت به أخَرقُ خَرَقاً. والخَرْق: الفلاةُ الواسعة تَنخرِق في مِثْلها. والخِرْقُ: الرجل الكريم الذي يتخرَّق في الخَيْرات. والمرأةُ الخرقاءُ: ضدُّ الصَّنَاع. ورجلٌ أخرقُ إذا كان مضعوفاً. وخَرِق الرجُل يَخْرَق خَرَقاً. إذا تحيَّر فلم يَنطِقْ، من فزعٍ أو نحوه. والخُرَّق: ضربٌ من الطَّير.
ومن رجالهم: قَطَن بن قَبِيصة. وقَطَن: جبل معروف. ويقل: قَطَن الرجلُ بالمكان، إذا أقامَ به، وقَطِين الرَّجل: حَشَمه. والقَطِنة في الإنسان والدابّة: لحمٌ بين الورِكَين من باطن.
من رجالهم: مِسعَر بن كِدَام، كان من فقهاء أهل الكُوفة ورجالهِم وله بها عَقِبٌ.

من رجال بني جعفر بن كلاب: عامر بن مالكٍ ملاعبُ الأسِنّة، وابن أخيه عامر بن الطُّفيل فارسٌ غيرُ مدافَع، وربيعة أبو كبيرٍ، وهم بيتُ هوازنَ غيرُ مدافَعِين. وربيعةُ هو أبو لبيدٍ الشاعر.
.
ومنهم: ذو الجَوْشنِ، أبو شَمرِ بن ذي الجَوْشن. لَعَنَ الله شَمِراً! كان من أشدِّ الناس على الحسين بن عليِّ رضوان الله عليهما. وشَمِرٌ فَعِلٌ إمَّا من التَّشمير في الأمر والجِدّ فيه، أو من تشمير الثَّوب.
واشتقا ق (قُشَير) من شيئين: إمَّا تصغير أقشَر، وهو الشديد الشُّقرة حتَّى ينقشر وجهُه؛ أو تصغير قِشْر. ومثلٌ من أمثالهم: " أشأم مِن قاشِر " وهو فحلٌ من الإبل أُرسِلَ في إبلٍ فماتت، فضُرِب به المثل.

ثقيف
واسمه قَسِيُّ بن منبِّه. وقَسِيٌّ: فعيل من القَسْوة، وذلك أنَّه قَتل رجلاً فقيل قَسَا عليه، وكان غليظاً قاسياً. وثقَيف: فَعِيل من قولهم: ثقِفْت الشَّيءَ أثقَفُه ثَقْفاً، إذا حَذَقْتَه وأحكمتَه. وكلُّ شيءٍ قوَّمتَه فقد ثقَّفته. ومنه تثقيف الرُّمح.
وبنو سليم بن منصور
فمن قبايل بني سُلَيم: بنو ذَكْوان وبنو بُهْثة، وبنو سَمَّال وبنو بَهْز، وبنو مَطرود وبنو الشَّريد، وبنو قُنفُذ وبنو عُصَيَّة وبنو ظَفَر.
واشتقاق بُهْثة من قولهم: فلانٌ لِبُهْثة، كأنه لزِنْيةٍ وما أشبهها. وكأنَّ البُهْثةَ سِفَاح. وقال بعضُهم: البُهْثة من قولهم: تبهَّثَ في وجهِه، إذا أظهرَ له بِشْراً.

غطفَان
ولدَ ريْثاً، وَبغِيضاً، وأشجع.
واشتقاق رَيْث من البُطء. راثَ يَرِيث رَيْثاً، وهو رائث.
وأشجَعُ اشتقاقه من الشَّجَع، وهو الطُّول؛ رجلٌ أشجَعُ وامرأةٌ شَجْعاء، والاسم الشَّجَع. ورجلٌ شُجاعٌ من الشَّجاعة. 
فولد ذُبيانُ بن بَغيضٍ: عَبْساً، وأنماراً.
فأمَّا ذُبِيان ففُعلانُ أو فِعلانُ من قولهم: ذَبَى الشيءُ يَذْبِي ذَبْياً، إذا لانَ واسترخى. ويقال للغُصنِ إذا ذبل: ذَبَي، مثل ذوي. وذِبيانَ يكسر ويضمّ، وسُفْيان وِسِفْيان.
واشتقاق عَبْس من قولهم: عبسَ الرجلُ يَعبِس عُبوساً وعَبْساً فهو عابس. ومنه اشتقاق عَبّاس. 
وأنمار من التنمُّر، وهي زعارَّةُ الخُلق وشراستُه.
ومنهم: بنو عبد الله بن غَطَفان، وكان منهم: بنو جَوْشَن، كان لهم عددٌ بالبَصرة، وقد انقرضًوا. والجَوْشَنُ: الصَّدر، وبه سمِّي جَوْشَنُ الحديد.
ومن بني عبد الله هؤلاء: طُفَيل العرائس الذي يُنسَب إليه الطُّفيليُّون، من أهل الكوفة.
ومن أشجَعَ: بنو دُهْمان، منهم: نُعَيم بن مسعود، وكان من أنمِّ الناس، فألقى النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليه أنَّه يريد أن يشخَص للِقتال، فأفشَى السِّرّ.
ولأشجَعَ حِلْفٌ في بني هاشم.

من بني عبس: ربعيّ بن حِرَاش، كوفيٌّ تكلَّم بعد مَوته.
ومن بني عَبسٍ: الحُطْيئة، مهموز وغير مهموز، واسمه جَرْول، وكان خبيثَ اللِّسان هجَّاءً، وَكان يدَّعى إذا غضِب على بني عَبْسٍ أنّه ابن عمرٍو بن علقمة، رجلٌ من بني الحارث بن سَدُوس، ينزلون القُرَيَّة باليمامة، أتاهم يطلُب ميراثَه من أبيه فمنعوه، فرجَع إلى عَبْس. ولقِّب الحطيئةَ لقُربه من الأرض وقِصَره، تشبيهاً بالقملة الصَّغيرة، يقال لها حَطْأةٍ. وقال قومٌ: بل اشتقاق الحُطيئة من قولهم: حطأته بيدي أحطؤه حَطْئاً، إذا ضربتَه بيدك.
.
ومن بني عَبْس: عَنترةُ بن شَدّاد، كان من فُرسان العرب وشعرائهم، قتلته طيِّئٌ فيما تزعم العرب وعامةُ العلماء. وكان أبو عبيدة يُنِكر ذلك ويقول: ماتَ بَرْداً، وكان قد أسنَّ. واشتقاق عنترة مّا من ضربِ من الذُّباب يقال له العَنْتَر والعُنْتُر. وإن كانت النون فيه زائدةً فهو من العَتْر، والعَتْر: الذَّبح. وفي الحديث: إنَّ على كلِّ مسلم في كلِّ عامٍ عَتيرةً وهي شاةٌ كانت تُذبَح في المحرَّم، فنَسخَ ذلك الأضحى. والعَتْر: الذَّبح بعينه. والعِتْر: الذَّبِيح. قال الشاعر:
كما تُعتَر عن حَجْرةِ الرَّبيضِ الظِّباءُ
وكانت حربُ بني ذُبيان وبني عَبْسٍ أربعينَ سنة، فقيل لهم: أيَّ الخَيل وجدتم أفضل؟ فقالوا: الكُمْت المَرَابيع. قيل: فأيَّ الإبلِ وجدتم أَفضَل؟ قالوا: كلَّ حَمراءَ جَعْدة. قيل: فأيَّ النِّساء وجدتم أفضل؟ قالوا: بناتِ العم. قيل: فأيَّ العبيدِ وجدتم أفضل؟ قالوا: المولَّدين.
وأمَّا ذُبِيان فولدَ فزارةَ، وسعدَا. وولد فزارةُ عدِيّاً، وظالماً، ومازناً. وشَمْخاً. وقد بادَ بنو ظالمٍ إلاَّ قليلاً، كان منهم نَعامةُ الذي يُتَمثَّل به في إدراك الثَّأر، وله حديث. وكان فيه خَدبٌ، أي هَوَج. وله أمثالٌ كثيرة منها: " حبَّذَا التُراثُ لولا الذِّلَّة " وهو الذي يقول:
الْبَسْ لكلِّ عِيشةٍ لَبوسَها ... إمَّا نعيمَها وإمّا بُوسهَا
واشتقاق شَمْخ من الشَيء الشامخ المرتفع. شَمَخَ يشمخ شَمْخاً فهو شامخ. وقد سمَّت العرب شَمّاخاً، وشَمْخا.
فمن بني شَمْخٍ: المسيِّب بن نَجبَة، كان أحدَ أمراءِ التوَّابين الذين خرجوا يومَ عين وَرْدة فقتل يومئذٍ. ولهم حديث. ونَجَبة اشتقاقُه من النَّجَب، وهو لِحاء الشَّجر. نَجَبت الشَّجرَ أنجُبها نَجْباً، إذا قَشرت لحاءها. والنَّجَب: القِشْر بعينه.
ومنهم: سيَّار بن عمرٍو، الذي رهن قوسَه بألفِ بعيرٍ وضَمِنَها لملكٍ من ملوك اليمن. وذلك أنَّ بني الحارث بن مُرّة قتلوا ابناً لعمرو بن هند، فرهنَه سيّارٌ قوسَه.
ومن رجالهم: منظور بن زَبَّان( الفزاري)، وكان من أشرافهم، تزوَّج بَناتِه الحسنُ ابن علي، ومحمَّد بن طَلحة، وعبد الله بن الزُّبير، والمُنذِر بن الزُّبير.
ومنهم: حذيفةُ بن بدرٍ وإخوته، وهم بيتُ غَطَفان غير مدافَعين.
فولَد حذيفةُ: حِصناً، وهو أبو عُيَينة بن حِصن. وأدرك عيينةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأسلمَ ثم ارتدَّ، وأسلَمَ بعد ذلك على يد أبي بكر رضي الله عنه.
وعُيَينة: تصغير عَيْن. وكان عُيينة يحمَّق، وهو الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الأحمق المطاعُ في قومه " . وسمع عيينةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: " غِفارٌ وأسلمُ ومُزَينة وجُهَينة خيرٌ من الحليفين أسدٍ وغَطَفان " ، فقال: واللهِ لأَنْ أكونَ في النّار مع هؤلاء أحبُّ إليَّ من أن أكون في الجنّة من أولئك!.

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

القيسية أو القيسيون - شعب عظيم من مضر وهم( امة) عظيمة والعظمة لله جل جلاله،
ينتسب إلى قيس بن عيلان واسمه قيس بن إيناس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وينحدر القيسيون من نفس الشجرة التي ينتسب إليها نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم،وهو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن
مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (قريش) بن مالك بن النظر بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أول من سن الحداء للإبل في العرب
وكان من أحسن الناس صوتا. والمعنى اللغوي لكلمة قيس: تبختر، شدة، قوة، من عشاق
العرب. وقد أجمع النسبيون أن بني ربيعة وبني مضر صفوة العدنانية من صريحي ولد
إسماعيل ابن الخليل إبراهيم عليه وعلى أبينا إسماعيل السلام، وقد انقسمت مضر إلى
جذمين قبل الإسلام بعدة قرون وهما: أ - خندف: وسموا أبناء خندف (بأمهم) وهي ليلى
بنت حلوان بن عمران بن الحافي بن قضاعة وكانت تتخندف في مشيتها فسميت كذلك، ومعنى
تخندف الرجل أي يقلب رجليه كأنه يغرف الرمل. ب- قـيس: وكان مشهورا بقيس عيلان،
وقيل أن عيلان فرسه. وحسب ما ورد في موسوعة القبائل العربية للباحث محمد سلمان الطيب
فإن ديار قيس عيلان كانت حيز الحرم إلى ما دون السراوات وما والاها من البلاد، ثم
امتدت ديارهم بقرب شرق الفرات نحو حران والرقة وسروج،وكانت ديارهم بالجزيرة بين
دجلة والفرات مجاورة للشام، وأشهر مدنهم في شرقي الفرات الرافقة. وكانت لهم رياسة
الحرم بمكة المكرمة. قيس عيلان فيه العدد في مضر بل وسائر العدنانية في صدر
الإسلام. يطلق العرب على العدنانيين قيس، أي قيسي: بفتح القاف وسكون الياء وكسر
السين، وعلى القحطانيين يماني أي من اليمن، وهكذا غلب اسم القيسية على سائر
العدنانية في فترة زمنية من الدهر حتى قيل العرب قيسية.
ويذكر أنه دخل صعصعة بن ناجية المجاشعي من
بني تميم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو جد الفرزدق الشاعر فقال له النبي
(صلى الله عليه وسلم): ما علمك بمضر؟ قال صعصعة: أنا أعلم الناس بها. تميم هامتها
وكاهلها السديد الذي يوثق به ويحمل عليه؛ كنانة وجهها الذي فيه السمع والبصر؛ قيس: فرسانها ونجومها؛
أسد: لسانها.
ومن أشهر القبائل القيسية: - سليم، هوازن،
مازن، غطفان، عدوان، أعصر،محارب، وفهم. وقد تفرقت معظم بطون هذه القبائل في
الأمصار والأقطار العربية. وقال صاحب ذات الفروع مفتخرا بالقيسية : لعمري لقد
أبقـى لقيس شمـائل يقوم بهـا بيت الفخـار المطنب هم القـوم نبعة الـجـود مـنهم
وغيرهـمـو فيـنـا سلام وخلب وقـد ملأت ما بين برقـة عـنوة إلى الشحر من قيس ألوف
مكتب وهم ماهمو في كل يوم كريـهة إذا جـن نـبع بـالمنـايا تـغلب وفيهم رباط
الأعوجيات القنــا وأسيـافهم فيها القضـاء المجرب
وقال فيهم الشاعر المتنبي شعرا أعطى فيه
وجه الشجاعة والبطش قائلا في عجز ذلك البيت: "كسيف القيسي على اليمني"
وقد سئل الحارث عما يحمد من أخلاقهم فأجاب: أنفس سخية، وقلوب جرية، لغة فصيحة
وأنساب صحيحة، وأحساب شريفة لا يرام عزمهم ولا يذل كرمهم، يمرق من أفواههم الكلام
أعذب من الربيع.
انتقلت أحد بطون القيسية الرئيسية إلى أرض
الشام حيث تغلغل نفوذها وكبر مقامها حتى صار الخليفة معاوية ابن أبي سفيان لا ينظر
في أمر جلل إلا بعد أخذ رأي كبير القيسية. وعندما وقع تجهيز الجيش الإسلامي لغزو
بلاد المغرب والأندلس على يد القائد العظيم موسى ابن نصير ومولاه القائد المظفر
طارق ابن زياد الذي حقق انتصارات عديدة، تولى عدد من القيسية قيادة كتائب الجيش
الإسلامي إبتداءا من الفتح الأول إلى عهد الدولة الأموية بالمغرب العربي التي
أنشأها القائد المغوار عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش. عند الفتح الأول سار
موسى ابن نصير باتجاه الغرب الأندلسي وطارق ابن زياد باتجاه الشمال وطوقا العدو
بما يشبه الكماشة وفق خطط حربية محكمة التنفيذ، حتى كلل هذا الزحف المقدس للقائدين
الكبيرين بالتقائهما عند نهر "التاجو" قرب "طليطلة"، ومنها انطلقا ليواصلا فتوحاتهما حتى بلغا
حدود فرنسا الجنوبية. وبعد رضوخ بلاد الأندلس وصل القيسيون إلى الحكم فأصبحوا من
أمراء البلاد نذكر منهم في عهد الولاة الوالي التاسع حذيفة بن الأحوص القيسي الذي
تولى الحكم في عام 110 هجري الموافق ل728 ميلادي ولكن لم يدم حكمه إلا ستة أشهر
ومنهم الوالي الخامس عشر وهو عقبة بن الحجاج السلولي القيسي الذي تولى بلاد
الأندلس في شهر شوال 116 هجري الموافق ل734 ميلادي ودامت ولايته 5 سنوات ويذكر أنه
لما خيره والي مصر وإفريقية بين ولاية إفريقية وبين الأندلس إختار عقبة الأندلس.
وقال إني أحب الجهاد وهي موضع جهاد، فولاه ودخل الأندلس وافتتح حتى بلغ
"أربونة" ودخل "جيليقية" "بنبلونة" وكان محمود السيرة مثابرا على الجهاد وما ترك جيبا إلا
فتحه ما عدى "الصخرة" وذكر عن درجة حبه للدعوة الإسلامية أنه كان إذا
أسر الأسير لم يقتله حتى يعرض عليه الإسلام، فأسلم على يده ألفا رجل، وفي الحديث
النبوي الشريف:" لأن يهدي بك الله رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر
النعم"( رواه البخاري) فكيف بثواب الألفين عند الله سبحانه وتعالى.
ولد موسى ابن نصير في الشام في عام 19
للهجرة في خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وعاش مع أولاد الخلفاء، شارك بعد أن
تعلم فنون القتال واستخدم السلاح في فتح" قبرص" وكان أحد قادة الأسطول
الإسلامي، وعندما حصل الصراع بين الأمويين أنفسهم، وبينهم وبين ابن الزبير بعد موت
معاوية رضي الله عنه بايع الناس في أقطار الإسلام ابن الزبير، وكذلك الشام، فلم
يرى حرج في مبايعة ابن الزبير مع الضحاك بن قيس الفهري، وزفر بن الحارث القيسي،
وكذلك النعمان بن بشير الأنصاري ، وكلهم كانوا من أمراء الأمويين سابقا. وقد بدأ
عهد الولاة بالوالي الأول عبد العزيز بن موسى بن نصير وانتهى بالوالي الأخير يوسف
بن عبد الرحمن بن عقبة بن نافع الفهري وجده فاتح شمال إفريقيا وباني مدينة
القيروان.
سقط القيسيون بسقوط غرناطة آخر معقل من
معاقل الأندلس فمات منهم عدد كبير وهاجر منهم عدد آخر إلى بلاد المغرب العربي
بمراكش وتونس وبلاد المشرق بمصر والعراق والأردن ولبنان وفلسطين ومنهم من رجع إلى
بلاد الشام. وقد هال الشاعر الفحل أبو البقاء الرندي الأندلسي ما أصاب الأندلس من
نهاية مؤلمة، فانسكب شعره على ضفاف الأسى ليجري في نهر الأحزان العظيم، بعد أن
أضحت ديار المسلمين عامرة بالكفر، وقد تحولت المساجد إلى كنائس، وإذا ولاة الأمس
عبيد اليوم، حيارى يتسربلون في ألوان الذل. وقد جادت قريحة الشاعر أبو البقاء
الرندي الأندلسي بالقصيدة الشهيرة: لكل شيء إذا مـا تـم نقصـان فـلا يغر بطيـب
العيش إنسـان هي الأمور كما شاهدتها دول من سـره زمن سـاءته أزمـان وهـذه الـدار
لا تبقـي على أحـد ولا يدوم على حـال لها شــان أين الملوك ذوو التيجان من يمن
وأين منهم أكـاليل وتيـجـان؟
وقد وفد على البلاد التونسية في عهد عثمان
باي في ما بين سنة 1814 إلى 1821 ميلادي عدد كبير من المهاجرين القادمين من الأندلس، من علماء وتجار
وفلاحين وحرفيين،منهم القيسية. استقر عدد منهم بالحاضرة في أحياء خاصة بهم اختاروا
أن تكون حصينة في علو أرضها مثل القيسية الذين سكنوا في مكان يسمى الآن: "نهج
الجبح" وهو يقع بهضبة عالية تشعرهم بالأمان بعد المعانات من أعداء الإسلام
الأسبان. في ذلك المكان الآمن يمتلك القيسية إلى حد قريب سبعة بيوت من أكبر وأفخم
ما يوجد في ذلك الوقت من بيوت عربية، بها ساحات كبيرة مفروشة بالرخام وعليها نقوش
من الجبس تسمى:" بالنقش حديدة "وهي أحد الفنون المعمارية التي جلبها
الأندلسيون إلى تونس علاوة على صناعة الحرير. ساهم الأندلسيون في إحياء الأراضي والنهوض بالزراعة والماشية والخيل.
وفي هذا المجال عرف القيسية بالثراء، إذ كانوا يسيطرون على سوق الخـيل التي كانت
بمثابة سوق السيارات الآن. وفي باب الهندسة المعمـارية بنوا معـالم ما زالت قائمة
الذات إلـى الآن مثل جامع يوسف داي ودار عثمان وجامع تستور وجامع سليمان.
ويعد عثمان باي أكبر متحمس لوفود
الأندلسيون، الذين دخلوا في عهده ورحب بهم وبذلك أحسن التصرف لما حصل للطرف
التونسي من تقدم وازدهار. وسكن بعض القيسيون مدينة زغوان الغنية بالتراث الأندلسي
حيث يوجد إلى الآن نهج " للا القيسية" ما يعني باللهجة العامة: "سيدتنا
القيسية" وذلك إشادة بعلمها وورعها. وسكن بعضهم بمدينة تستور ذات المعالم
الأندلسية ثم انتقلوا ليجمعوا الشمل بالحاضرة حيث غلب عليهم التحضر بحكم وصولهم
إلى درجة الإمارة في أوج الحضارة الإسلامية.
عرف من القيسية رواة الحديث الشريف وعلماء
الدين وأدباء عظماء من ضمنهم أبو الخصيب القيسي، وقد ذكر ابن حبان أنه كان يروي
الحديث لأهل البصرة عن الصحابي الجليل ابن عمر. وكان أبو سعيد سليمان ابن المغيرة
القيسي من الرواة الثقاة الذين نقلوا عن سيدنا الحسن ابن علي ابن أبي طالب كرم
الله وجهه. ويعد أبو محمد روح بن عبادة بن العلاء بن حسان بن عمرو بن مرشد القيسي
من مصنفي الحديث، وقد سمع عبد الله بن عون، وعمران بن حدير، وابن جريج، والأوزاعي
والإمام مالك بن أنس وروى عنه الإمام أحمد بن حنبل، وأبوخيثمة، وبندار بن بشار،
وكان من أهل البصرة وقدم بغداد، وحدث بها مدة طويلة، ثم انصرف إلى البصرة، فمات
بها، وكان كثير الحديث في السنن، والأحكام، وجمع التفسير، وقال فيه علي ابن
المديني: نظرت لروح بن عبادة القيسي في أكثر من مائة ألف حديث كتبت منها عشرة
آلاف. مات سنة خمس، وقيل سنة سبع ومائتين. ومن التابعين المعروفين رياح بن عمرو
القيسي وأبو خالد هدبة بن خالد القيسي، من أهل البصرة، الذي روى عنه البخاري
ومسلم، في جماعة آخرهم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي. وقد قام
العلامة القيسي الشريشي بشرح مقامات الحريري. ومن أعظم شعراء العصر الأندلسي يذكر:
الحداد القيسي الذي ساهم في النهضة الأدبية الأندلسية مع نظرائه أبو إسحاق
الألبيري وأبو البقاء الرندي وابن زيدون والحصري القيرواني وابن دراج القسطلي الذي
هاجر عدد من ذويه إلى تونس في نفس الحقبة التاريخية التي هاجر خلالها القيسيون،
وغيرهم ... عرف القيسية عن بكرة أبيهم بطلاقة اللسان ورباطة الجأش وحدة السنان،
وفي هذا المقام أجبر القائد المغوار زهير القيسي قوات الفرس على التقهقر إلى ما
وراء الحدود الحالية بين العراق وإيران. من القيسية فرقة من بنـي خـالد تقطن إلى
حد الآن في أحد أقضية محافظة حلب بسوريا. ومن القيسية فرع من عشيرة الرفاعيين وهم
من أبناء محمد بن شاهين بن سلامة بن علي بن محمد بن عطية الشهير بالقناص الذي يرجع
نسبه للأشراف الأدارسة الحسينيين من بني هاشم، من قريش من مضر العدنانية وقد
أقاموا بمصر. ومن القيسية عشائر أردنية تقيم في منطقة وادي السير والكرك منها
عشيرة البراهمه - بني خطار وبني السالم و بلوطه - المنتمين لقبيلة بني حسن من
النسب الشريف بالحجاز وعشيرة صندوقة وابوالسندس وابوالعسل وابوداري والعقيلي الذين
يرجعوا إلى أجدادهم الذين سكنوا في الخليل بفلسطين وقطن أحد فروع القيسية العلوية
الحضارم باليمن التي كانوا في زمن من الأزمان أعتى المنافسين لأهلها. قاوم الحاج
محمد القيسي الأسبان بتونس، وكان يعرف بقوته وحذقه لرياضة المصارعة الحرة التي
كانت تعرف آنذاك "بالقراش". وكان الباي في ذلك الزمان ينتصب وحاشيته في
بطحاء تسمى برحبة الغنم ليشاهد مقابلات المصارعة وقد سميت تلك البطحاء فيما بعد
بساحة معقل الزعيم نسبة إلى الزعيم التونسي ومؤسس الجمهورية التونسية الرئيس
الحبيب بورقيبة الذي وقع اعتقاله من قبل الاستعمار الفرنسي ببيته الذي كان يطل على
تلك الساحة.
يحكى أنه في أحد الأيام استقدم البـاي
مصارع عظيم الجثة من تركيـا ليقهر الحـاج محمد القيسي الذي لم يقدر عليه مصارعو
ذلك الزمان، وكان الحاج محمد القيسي قصير القامة عريض الكتفين شديد الساعد، يتميز
بالشجاعة والقوة. وعندما تقابل مع المصارع الملقب ببابا تركي تغلب عليه بعد صراع عنيف
فانزعج الباي وخاطب المصارع التركي بعصبية وتهكم قائلا: "أنت لا تستحق
استقدامنا لك ليفوز عليك هذا القيسي" ونطقها بلهجة البدو مضيفا نقطة فوق
نقطتي القاف ومن وقتها دلج لقب العائلة بتونس على ذلك النحو.
وبالجملة فقد حصل للقطر التونسي من هجرة
الأندلسيين إليه ثروة واسعة وعمران دافق حسب كتاب خلاصة تاريخ تونس لحسن حسني عبد
الوهاب وكتاب فصول في التاريخ والحضارة لحمادي الساحلي. ومن أشهر العائلات
الأندلسية المستقرة في مدينة تونس عائلات بن عاشور والوزير والقسطلي والقيسي
والعروسي والأخوة والمالقي. وقد ترجم ابن أبي ضياف لعدد كبير من أفراد هذه
العائلات وغفل عن البعض منهم.